والعاملین بسنّته خیر الجزاء.ولقد صدر هذا السفر القیّم من قبلُ فی زمن حیاة العلّامةقدس سره مذیّلاً بترجمة فارسیّة للأحادیث، وطبع مکرّراً.ولمّا کانت مؤسّستنا تهدف إلی نشر الکتب النافعة - سیّما ما کان منها فی طریق إحیاء السنّة وإماتة البدعة - فقد اقترحنا علی سماحة الحجّة الحاج الشیخ محمّد هادی الفقهی - دامت إفاضاته - أن یمنحنا الإذنَ فی إصدار هذا السفر القیّم فی ثوبٍ جدیدٍ وبحذف الترجمة الفارسیّة لیقلّ حجمه، نظراً إلی استغناء أکثر القرّاء الکرام - فی أنحاء الدول الإسلامیة العربیّة وغیرها - عنها؛ وقد ساعدنا سماحته فی إنجاح هذا المأمول، ثم بذل مجهوداً آخر بإجالة البصر وتدقیق النظر فی المتن وکتابة مقدّمة نافعة ثانیة، فلا یسعنا إلّا أن نشکره شکراً جزیلاً سائلین اللَّه تعالی له أجراً جمیلاً.ونشکر أیضاً الإخوة الکرام الفضلاء الّذین بذلوا جهوداً فی المقابلة والتصحیح وتخریج نصوص الکتاب مرّةً اُخری من مصادرها المطبوعة بالطباعة الحدیثة، وعُنوا بترصیفه وتنمیقه، إلی أن خرج الکتاب بهذه الصورة الجمیلة والحلّة القشیبة، وللَّه الحمد وله المنّ.مؤسّسة النشر الإسلامیالتابعة لجماعة المدرسین بقم المشرّفةمقدّمة:نبدأ باسم اللَّه الذی منه وإلیه جمیع الاُمور، وإیّاهُ نستعین وهو الفیّاض علی الإطلاق، ومنه جمیع الألطاف.والحمد للَّه الأوَّل بلا أوَّل کان قبله، والآخر بلا آخر یکون بعده، الذی قصرت الأبصار عن رؤیته، وعجزت الأفکار عن إدراک صفته، الذی ابتدع العالمین بإرادته، ثُمَّ سیّرهم علی مشیئته، وبعثهم علی محبّته.اللَّهمَّ صلِّ علی محمَّد أمین وحیک وخیر خلقک وأفضل بریتک ورائد الخیر ومفتاح البرکة وخاتم أنبیائک ورسلک.اللَّهمَّ صلِّ علی آل محمَّد وعترته الأطهار، وأولهم منک بأفضل صلواتک وبرکاتک، وارحمهم رحمةً أوسع وأجمع، رحمة لا نهایة لأمدها ولا انقطاع لعددها. آمین ربَّ العالمین.وبعد، فإنّ هناک علوماً ومعارف یختصّ

ص: 2